أخذ العينات تحت الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية هو إجراء طبي يُستخدم للحصول على عينات من الأنسجة أو السوائل في الجسم من خلال توجيه الأدوات الطبية بدقة باستخدام تقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) و الأشعة المقطعية (CT). يتم استخدام هذه التقنيات لتوجيه الأطباء أثناء سحب العينات من الأنسجة الرخوة أو العظام أو الأعضاء الأخرى في الجسم، وذلك لتحليلها في المختبر من أجل التشخيص أو تحديد طبيعة المرض.
أنواع العينات التي يمكن أخذها باستخدام هذه التقنيات:
الأنسجة الرخوة:
الأنسجة الرخوة تشمل العضلات، الدهون، الأوعية الدموية، والغدد. في حال وجود كتلة أو ورم في هذه الأنسجة، يتم استخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتوجيه الإبرة بدقة إلى مكان الكتلة أو الورم لأخذ العينة.
الموجات فوق الصوتية هي الأكثر شيوعًا في توجيه الإبرة لأخذ عينات من الأنسجة الرخوة لأنها توفر تصويرًا حيويًا ويسمح برؤية فورية للأنسجة.
الأشعة المقطعية (CT) تُستخدم أيضًا عندما يكون الهدف من أخذ العينة أعمق أو أصعب الوصول إليه باستخدام الموجات فوق الصوتية، حيث توفر صورة دقيقة للأعضاء الداخلية والأنسجة.
العظام:
في حالة وجود ورم عظمي أو مشاكل في أنسجة العظام، مثل التهاب العظام (أو ما يُعرف بـ “التهاب العظم والنقي”) أو سرطان العظام، يمكن أن يتم أخذ عينات من العظام باستخدام تقنيات مثل الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية.
يتم استخدام الأشعة المقطعية لتوجيه الإبرة إلى مكان العظام المُستهدف داخل الجسم للحصول على عينة من العظم.
الأعضاء الأخرى في الجسم:
يمكن أخذ عينات من الكبد، الكلى، الرئتين، أو الغدد الليمفاوية باستخدام هذه التقنيات لتوجيه الإبرة إلى الموقع المطلوب.
على سبيل المثال، في حال وجود كتلة في الكبد أو غدة ليمفاوية متضخمة، يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتوجيه الإبرة الدقيقة لسحب العينة.
كيفية إجراء أخذ العينات باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية:
التقييم الأولي:
أولاً، يتم إجراء فحص باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتحديد موقع العينة بدقة.
يتم تحديد طبيعة الكتلة أو الورم (إن وجد) وأبعادها، وكذلك التحقق من كونها حميدة أو خبيثة.
إعداد المريض:
عادة ما يُطلب من المريض الاستلقاء على الطاولة بحيث يكون الجزء المستهدف من الجسم في موضع مناسب للإجراء.
قد يتم إعطاء تخدير موضعي في موقع أخذ العينة لتقليل الألم.
الإجراء الفعلي:
يتم إدخال إبرة دقيقة إلى المكان المستهدف باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية كدليل لتوجيه الإبرة بدقة.
الموجات فوق الصوتية تُستخدم بشكل شائع في أخذ العينات من الأنسجة الرخوة لأنها تتيح للطبيب رؤية مباشرة لمكان الإبرة أثناء الإجراء.
في حالة استخدام الأشعة المقطعية، يتم توجيه الإبرة عبر الأشعة المقطعية إلى مكان العينة المطلوبة، مع مراقبة مستمرة للصور.
أخذ العينة:
تُسحب العينة من الأنسجة باستخدام الإبرة ويتم إرسالها للمختبر لتحليلها.
الموجات فوق الصوتية تتيح للطبيب متابعة الإجراء مباشرة أثناء سحب العينة، بينما الأشعة المقطعية تُستخدم لإعطاء صورة دقيقة ثلاثية الأبعاد للموقع.
أنواع العينات التي قد يتم أخذها:
عينة نسيجية (Biopsy): تُؤخذ لفحص الأورام أو الأنسجة المتضررة للتحقق من وجود الخلايا السرطانية أو علامات الإصابة.
عينة سوائل: مثل سحب السوائل من التجاويف مثل التجويف البطني أو التجويف الجنبي.
مزايا استخدام الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية في أخذ العينات:
دقة عالية: تساعد هذه التقنيات في تحديد المكان الدقيق للعينات المستهدفة، مما يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات أو أخذ عينة خاطئة.
إجراء غير جراحي: يعتبر هذا الإجراء بديلاً غير جراحي للجراحة التقليدية، حيث لا يحتاج إلى شقوق كبيرة أو تخدير عام.
سريع وآمن: الإجراء عادة ما يكون سريعًا ويتميز بمخاطر منخفضة مقارنة بالجراحة التقليدية.
متابعة فورية: باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية، يمكن للطبيب متابعة تقدم العملية في الوقت الفعلي والتأكد من أن العينة تُؤخذ من المنطقة المستهدفة بدقة.
المخاطر والمضاعفات المحتملة:
النزيف: يمكن أن يحدث نزيف في موقع أخذ العينة، خاصة إذا كانت العينة من الأنسجة الرخوة أو الأعضاء الداخلية.
العدوى: كما هو الحال مع أي إجراء ينطوي على إدخال إبرة إلى الجسم، هناك خطر ضئيل للإصابة بالعدوى.
ألم: قد يشعر بعض المرضى بألم خفيف في موقع أخذ العينة بعد الإجراء.
تلف الأنسجة: في حالات نادرة، يمكن أن تحدث إصابة أو تلف للأعضاء أو الأنسجة المجاورة.
الخلاصة:
أخذ العينات باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية هو إجراء دقيق وآمن يستخدم لتشخيص الحالات المختلفة مثل الأورام أو الأمراض في الأنسجة الرخوة أو العظام أو الأعضاء الداخلية. هذه التقنيات تتيح للأطباء توجيه الأدوات بدقة لأخذ العينات من المناطق المستهدفة وتحليلها، مما يساعد في التشخيص السليم وتحديد الخطة العلاجية المناسبة.