شكل القسطرة القلبية
عندما يطرأ على مسامعك حديث حول عملية القسطرة القلبية، وتتردد الأحاديث حول إدخال القسطرة داخل جسد المريض إما من الفخذ أو الذراع أو اليد، فإن خيالك يظل يبحث عن سؤال واحد يخطر حينها في ذهنك وهو ما هو شكل القسطرة القلبية وكيف يتم إدخالها إلى جسد المريض، وللإجابة على ذلك التساؤل يقدم لكم مركز شفاء هذا المقال.
ما هي القسطرة القلبية ؟
القسطرة القلبية هي إجراء طبي بستخدمه الأطباء لتشخيص وعلاج أمراض القلب، حيث يقوم الأطباء بإدخال أنبوب (قسطرة) داخل جسم المريض عن طريق “الفخذ ، أو الذراع أو اليد” من خلال الشرايين حتى يقوم بتصويرها للتمكن من التعرف على المشكلة الموجودة بها والتي تعيق تدفق الدم إلى القلب وتتسبب في حدوث مشاكل به.
عملية القسطرة يجريها الشخص وهو مستيقظ، فقط يكون تحت تأثير مخدر موضعي مكان إدخال الأنبوب وهو عبارة عن شكل القسطرة القلبية ، وتلك العملية لا تعتبر عملية كبيرة، حيث أنه لا يوجد شق كبير يستخدم لفتح الصدر، ووقت التعافي أقصر بكثير من جراحة القلب المفتوح، تستغرق عملية القسطرة التشخيصية في العادة حوالي 30 دقيقة، والقسطرة العلاجية قد تمتد إلى ساعة أو أكثر، ومن الممكن أن يجريها المريض أكثر من مرة.
لعملية القسطرة مضاعفات، قد تصل لتوقف عضلة القلب، أو إصابة المريض بجلطة في القلب أو الدماغ، مع العلم أنه بالرغم من خطورة تلك المضاعفات إلا أن نسبة حدوثها ضئيلة جداً.
ما هو شكل القسطرة القلبية ؟
القسطرة القلبية عبارة عن أنبوب رفيع مجوف ويكون مرن يسمى (القسطرة) ويتم توجيهه عن طريق الأوعية الدموية، إما في الذراعين أو الفخذ أو اليد، وذلك لأخذ صور بالأشعة السينية للشرايين التاجية التي توصل الدم إلى عضلة القلب، وذلك الأنبوب يسمى أيضاً “قثطرة القلب، تصوير الشرايين التاجية”.
والهدف من إدخال القسطرة إلى جسم المريض هو: “تشخيص الشرايين التاجية الضيقة أو المسدودة بمادة شمعية (البلاك)، تقييم درجة مرض صمامات القلب، تقييم بعض وظائف عضلة القلب، إجراء التدخل العلاجي للشرايين المتضيقة أو المسدودة، قياس محتوى الأكسجين في حجرات القلب، البحث عن عيوب خلقية في الصمامات أو بين حجرات القلب، أخذ خزعة من أنسجة القلب لفحصها تحت المجهر، كما يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية أثناء القسطرة القلبية، للتقييم الدقيق لدرجة انسداد الشرايين التاجية”.
كيف يتم إدخال القسطرة إلى جسم المريض؟
هناك عدة إجراءات يقوم بها الطبيب للمريض عند القيام بعملية القسطرة، تلك الإجراءات تتمثل في الآتي…
أولاً: وضع المخدر
في البداية يقوم الطبيب بوضع مخدر موضعي في المكان الذي يكون موقع ثقب الإبرة سواء كان في الفخذ أو الذراع أو اليد.
ثانياً: إدخال القسطرة إلى الجسم
بعد وضع المخدر الموضعي، يتم إدخال القسطرة التي هي عبارة عن أنبوب رفيع ومرن في الأوعية الدموية التي تكون في الغالب من الفخذ أو الذراع، وعن طريق (الأنبوب) شكل القسطرة القلبية يتم توصيل القسطرة إلى شرايين القلب.
ثالثاً: مشاهدة الأوعية
بعدها يتم عرض موضع القسطرة أثناء تداخلها مع الأوعية الدموية من خلال الشاشة.
رابعاً: حقن الشرايين
بعد الخطوة الثالثة يقوم الطبيب الذي يجري العملية بحقن كمية صغيرة من صبغة معينة في الشرايين التاجية حتى يتمكن من تصوير الشرايين لتوضيحها والتمكن من تصويرها.
خامساً: تصوير الشرايين
بعد تدفق الصبغة في الشرايين التاجية، يتم أخذ صور بالأشعة السينية، ويسمى هذا الاختبار (القسطرة القلبية التشخيصية).
ما هي خطوات القسطرة القلبية العلاجية؟
إذا وجد الطبيب مشاكل في القلب والشرايين التاجية، يقوم بإجراء عملية القسطرة القلبية العلاجية، وبالنسبة إلى شكل القسطرة القلبية العلاجية لم يختلف عن التشخيصية، وذلك النوع عبارة عن علاج غير جراحي يستخدم لفتح الشرايين التاجية الضيقة لتحسين رؤية القلب، ويمكن إجراؤه في نفس موعد إجراء القسطرة القلبية التشخيصية، أو قد يتم تحديد موعده آخر، وذلك بوضع بالون مع وضع الدعامة إذا احتاج المريض لذلك.
هناك عدة تحضيرات يجب على المريض القيام بها قبل إجراء القسطرة القلبية، وتلك التحضيرات تتمثل في: “إخبار الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها، الحرص على عمل جميع الفحوصات اللازمة قبل إجراء قسطرة القلب، اتباع إرشادات الطبيب حول الامتناع عن الأكل والشرب على الأقل 4 ساعات قبل الإجراء، مناقشة الطبيب عند وجود حساسية من مواد معينة خاصة اليود وغيره، تجنب إيقاف أو تعديل جرعات الأدوية بدون استشارة الطبيب (مثل: الأسبرين، أدوية السكري وغيرهم)، الحرص على الاسترخاء وتجنب القلق والتوتر العصبي، التأكد من إزالة طقم الأسنان، والمجوهرات خاصة القلائد”.
وبعد تلك التحضيرات يكون المريض جاهز لكي يدخل الطبيب الأنبوب المرن وهو شكل القسطرة القلبية إلى الشرايين للتعرف ولتصوير المشكلات التي يعاني منها القلب، لكي يعالج منها.
متى يجب رؤية الطبيب بعد القسطرة القلبية؟
بعد إجراء المريض عملية القسطرة وإخراج الأنبوب ( شكل القسطرة القلبية ) من جسد المريض يتابع الطبيب الحالة المرضية، ثم ينتقل المريض لمنزله، ولكن هناك عدة أمور تلزم المريض زيارة الطبيب الخاص به بعد العملية، تلك الأمور فور حدوثها يجب على كل مريض زيارة طبيبه الخاص على الفزر، وتلك الأمور تتمثل في:-
١- رغبة المريض في التعرف على التأكد من التئام جرحه لذلك عليه زيارة طبيبه الخاص.
٢- ومن بين الأمور التي تجعل المريض يقوم على الفور بزيارة طبيبه الخاص هو وجود نزيف في مكان القسطرة.
٣- وأيضا عندما يجد المريض تورم واحمرار بجانب القسطرة أو يشعر بألم غير عادي مكان القسطرة عليه زيارة الطبيب.
٤- ومن بين الأمور الغريبة أيضا هو شعور المريض ببرودة في القدمين كما أنها تتحول للون الأزرق، فذلك يستدعي زيارة الطبيب.
ما الفرق بين شكل القسطرة القلبية التشخيصية والعلاجية؟
شكل القسطرة القلبية التشخيصية لا يختلف عن شكل القسطرة القلبية العلاجية، حيث أن القسطرة العلاجية تشبه القسطرة التشخيصية، حيث أن القسطرة العلاجية يتم فتح الشرايين التي تكون مسدودة وذلك بواسطة أسلاك دقيقة داخل الشرايين عبر القسطرة ( شكل القسطرة القلبية ) وبعدها يتم توسيع التضييق عن طريق بالون صغير أو بواسطة دعامة، وتلك الدعامة إما تكون عادية أي مكونة من الشبكة المعدنية العادية، أو أن تكون دوائية، وذلك العلاج يتم دون تخدير عام ودون فتح للصدر بل عن طريق فتحة صغيرة في الشريان الفخذى الأيمن أو الذراع أو اليد، وتلك الفتحة لا تتجاوز أل 2 مليمتر.
تلك الفتحة التي يتم إدخال الأنبوب ( شكل القسطرة القلبية ) هي نفس الفتحة التي يتم استعمالها لعمل القسطرة التشخيصية.
وعن مدة العملية، فنجد أن القسطرة التشخيصية، تستغرق فترة قصيرة تتراوح من 10 دقائق إلى نصف ساعة، ويمكث المريض في السرير 6 ساعات بعد ذلك للتأكد من التئام جرح العملية، وإذا كانت العملية في الفخذ فيظل المريض في المستشفى تحت الملاحظة حتى لا يصاب بنزيف، أما اذا كانت القسطرة في اليد فإنه يغادر المستشفى في نفس اليوم.
أما القسطرة العلاجية، تتراوح مدتها أيضاً بين 10 دقائق إلى ساعات متعددة، إذا كان هناك صعوبات فى فتح الشريان أو حاجة إلى فتح شرايين متعددة أو حصول مضاعفات خلال العملية، وفي العادة يظل الطبيب بعد القسطرة العلاجية مدة يوم واحد للمراقبة وهناك حالات معينة تغادر فى نفس اليوم.