تعرف على القسطرة القلبية للأطفال وأمراض القلب عند الاطفال
حالة من الخوف والفزع ينتابك فور علمك بأن صغيرك المولود يعاني من عيب خلقي ويحتاج لعملية قسطرة قلبية، ونظراً لأن واقع سماعك لإجراء عملية القسطرة القلبية لطفلك صعب على جميع الأهالي، لذلك قام مركز شفاء في هذا المقال بتقديم شرح مبسط لأولياء الأمور حول عمليات القسطرة القلبية للأطفال .
كيفية اكتشاف العيب الخلقي للأطفال؟
عندما يشتبه الطبيب الذي يقوم بمتابعة الحالة الصحية لأي طفل من الأطفال بوجود مشكلة في القلب، يبدأ في تشخيصه عن طريق القسطرة، تلك المشكلة تتمثل في سماع نفخة قلبية في أثناء الفحص الروتيني، تلك النفخة القلبية تكون عبارة عن صوت يصدر من تدفق الدم عبر القلب أو الأوعية الدموية، وتكون نفخة سريعة جداً لذلك تتسبب في سماع صوت يمكن للطبيب أن يسمعه من خلال السماعات الطبية الخاصة به.
وبالرغم من أن العديد من النفخات القلبية لا تعني إلى وجود مشكلات خلقية للطفل، ولا تمثل النفخة خطورة بالنسبة لصحة الطفل، ولكن هناك بعض النفخات تعني وجود مشكلات حيث أنها تعني أن الدم يتدفق عبر قلب الطفل على نحو غير طبيعي نظرًا لوجود عيب بالقلب لديه.
ما هي أمراض القلب التي تصيب الأطفال؟
أمراض القلب التي تصيب الأطفال متعددة، ولكن في النهاية جميعها يطلق عليها اسم “أمراض قلب خلقية”، مع العلم أن معدل إصابة الأطفال بالعيوب الخلقية 1% من المواليد، وتلك الأمراض تصيب الطفل منذ ولادته، وذلك يرجع لأن قلب الطفل في أثناء تكونه في مرحلة الحمل يصيبه خلل يؤثر في عمله بعد مرحلة الولادة، ويعتبر أهم مرض من تلك الأمراض الخاصة بالعيوب الخلقية “الثقب بين الأذينين” وذلك لأنه يمثل حوالي 13% من مجموع العيوب الخلقية التي تصيب الأطفال.
في بادئ الأمر كان علاج تلك الأمراض إجراء عملية القلب المفتوح، لكن مضاعفات العملية وخطورتها على الأطفال كانت العقبة التي تقف أمام الأطباء، لذلك قاموا بالتفكير في وسيلة أسهل وأقل خطورة من عمليات القلب المفتوح إلى أن تم التوصل إلى القسطرة القلبية للأطفال العلاجية، وهي التي ساهمت في حل مشكلات كثيرة، وذلك لسد الثقوب القلبية بطريقة أسهل من قبل .
وهناك أنواع لأجهزة قفل الثقوب، تلك الأنواع نرصدها لكم كالآتي:-
أولاً: جهاز أم بلاتز
ذلك الجهاز يعتبر أحد أجهزة قفل الثقوب بين الأذينين، وهو عبارة عن جهاز دقيق ومتطور إلى حد كبير، وصغر حجم القسطرة التي تقوم بتثبيت ذلك الجهاز جعله من الأجهزة المتميزة.
ثانياً: جهاز أوكلوتك
أما جهاز أوكلوتك هو أحد الأجهزة التي تفيد في القسطرة القلبية للاطفال ، نظراً لصغر حجمه الذي يتناسب مع حجم الأطفال، وفي بعض الأحيان يتم نزع القسطرة بسهولة من الجسم إذا كان حجمها غير ملائم للطفل .
ولتركيب تلك الأجهزة هناك خطوات، نرصدها لكم خلال السطور التالية:-
- في البداية يقوم أطباء القلب بإجراء القسطرة القلبية التشخيصية للتأكد من وجود ثقب في القلب، وذلك لتحديد مكانه وأخذ القياسات الكافية، وأيضاً تلك القسطرة التشخيصية يتم من خلالها استبعاد أي عيوب أخرى قد تكون مصاحبة ليكون في النهاية التشخيص سليم ودقيق.
- في الخطوة الثانية يتم عمل إشاعات بالموجات فوق الصوتية للقلب، وذلك لتحديد مكان الثقب بدقة.
- بعدها يقوم الأطباء بعمل اختبار للمقاس الخاص بالجهاز للتأكد من ملائمته للطفل من عدمه .
- والخطوة الرابعة تأتي بعد التأكد من مقاس الجهاز، حيث يقوم الطبيب بعدها لتركيبه وتعتبر تلك الخطوة أهم الخطوات والتي يعتمد عليها نجاح العملية .
- بعد ذلك يتم إطلاق الجهاز ليقوم بعمله في إصلاح العيب المراد وقفل الثقب الموجود، وبعدها يقوم الطبيب بالتأكد من قيام الجهاز بعمله الصحيح لعلاج الطفل.
كيف يتم علاج القسطرة القلبية للأطفال ؟
عندما يكون الطفل مصاب بعيب خلقي، فإنه يوجد عيوب يعالجها الأطباء بأكثر من علاج، وخلال السطور التالية نرصد لكم طرق علاج العيوب الخلقية التي لها علاجات، وتتمثل في…
القسطرة
تعتبر القسطرة واحدة من بين طرق علاج العيوب الخلقية لدى الأطفال، حيث أن ذلك الإجراء يسمح للطبيب بإجراء إصلاحات من دون اللجوء لفتح الصدر والقلب جراحيًا، حيث أن القسطرة تعمل على إصلاح العيوب كـ “الثقوب، مناطق التضييق”.
وخلال عملية القسطرة القلبية للأطفال يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن “القسطرة” في وريد بالساق ويوجهه إلى القلب وذلك بمساعدة صور الأشعة السينية، وبمجرد وصول القسطرة إلى المكان الذي يوجد به العيب، يقوم الطبيب بتوجيه أدوات تكون دقيقة عبر القسطرة إلى القلب، وبذلك يتمكن الطبيب من إصلاح العيب.
جراحة القلب المفتوح
إذا كانت حالة الطفل تحتاج لإصلاح العيوب الخلقية عملية جراحية، فهنا يجري عملية قلب مفتوح التي يقوم الطبيب فيها بفتح في الصدر، ومع بعض الحالات يمكن أن تكون جراحة القلب طفيفة التوغل خيارًا مطروحًا، والبعض الآخر يكون هذا النوع من الجراحة عبارة عن عمل شقوق صغيرة بين الضلوع، وإدخال أدوات عبرها لإصلاح العيب.
الأدوية
وأيضاً يمكن علاج بعض عيوب القلب الخلقية الطفيفة التي تم اكتشافها في وقت لاحق في مرحلة الطفولة أو البلوغ بواسطة الأدوية التي تساعد القلب على العمل بكفاءة أكبر، حيث أن الأدوية المعروفة بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين، وحاصرات بيتا، والأدوية التي تسبب فقدان السوائل ( مدرات البول ) في تخفيف الضغط على القلب من خلال خفض ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وكمية السائل في الصدر.
ويوجد أيضاً من بين الأدوية، دواء خاص بتنظيم ضربات القلب، وذلك لعلاج ضربات القلب التي تكون غير منتظمة.
علاج على المدى الطويل
هناك كثير من الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية، يتطلب علاجهم أن يكون طويل المدى، حيث أنهم يخضعون لجراحات وإجراءات عديدة طوال عمرهم، وهؤلاء الأطفال تكون عيوبهم الخلقية كبيرة وليست بسيطة، مع العلم أنه في كل مرة يخضعون لجراحة في القلب، فإنهم يحتاجون لعناية كبيرة وعلاج ومراقبة مدى الحياة.
ففي البداية سيخضع الطفل الذي يعاني من عيوب القلب الخلقية للمراقبة وزيارات متابعة منتظمة مع طبيب قلب الأطفال، وعندما يكبر في العمر سيتولى رعايته أخصائي أمراض القلب الخلقية للكبار، والذي يمكنه متابعة حالته بمرور الوقت.
كيف تتم مرحلة علاج القسطرة القلبية للأطفال ؟
بعد الانتهاء من مرحلة التشخيص يقوم الطبيب بعلاج التشوه الخلقي، وذلك من خلال عدة خطوات، قبلها يتم إعطاء الطفل بعض الأدوية المهدئة أو المنومة حتى لا يشعر بأي ألم أو توتر خلال مدة عمل القسطرة، التي تستغرق ساعتين تقريباً، وتلك المرحلة العلاجية تتمثل في…
١- في البداية يقوم الطبيب بتوسيع الصمامات الضيقة وذلك عن طريق قسطرة البالون.
٢- بعدها يقوم الطبيب بتوسيع الأوعية الدموية الضيقة.
٣- بعدها يتم قفل القناة الشريانية أو الثقوب بين الأذينين أو في البطينين حسب الحالة، ونوع التشوه.
بعد قيام الطبيب بتلك الخطوات، يتم نقل الطفل إلى غرفة العناية وذلك لبضع ساعات، ثم يغادر بعدها المستشفى.
ما هي الفحوصات الطية التي يجب إجراؤها قبل و بعد عملية القسطرة القلبية :
تختلف الفحوصات الطبية التي يجب إجراؤها قبل وبعد عملية القسطرة القلبية للأطفال بحسب حالة الطفل والعملية الدقيقة التي يجريها الطبيب. ومن بين الفحوصات التي قد تشملها:
1. فحص الدم:
يتم فحص عينة من دم الطفل لتحديد مستويات الهيموغلوبين والكريات الحمراء والصفائح الدموية والكريات البيضاء.
2. تخطيط القلب:
يتم تسجيل نشاط القلب من خلال تخطيط القلب الكهربائي (ECG) لتحديد نوع وموقع المشكلة القلبية.
3. صور الجسم التشخيصية:
قد يتحتاج العملية إلى صورة رنين مغناطيسي (MRI) أو صورة تصوير شعاعي (X-ray) لتحديد موقع المشكلة القلبية وتحديد مسار القسطرة المثالي.
4. فحص الرئة:
يتم فحص الرئة لتحديد مدى صحتها وما إذا كانت قادرة على تحمل العملية الجراحية.
5. استشارة الأطباء الآخرين:
قد يتعين على الطفل استشارة أطباء آخرين قبل العملية، مثل طبيب الأذن والأنف والحنجرة أو طبيب الأسنان، لتحديد ما إذا كانت هناك مشاكل صحية أخرى يتعين علاجها قبل العملية ، كما يجب على الأهل الاتصال بالطبيب إذا لاحظوا أي تغييرات غير طبيعية في صحة الطفل، مثل ارتفاع درجة الحرارة، ألم شديد، أو احمرار وتورم في موضع الجرح.
في النهاية..
يكون مركز شفاء قام بتقديم شرح وافي ومبسط لعمليات القسطرة القلبية للأطفال ، في محاولة منهم لطمأنة الأهالي التي يعاني أطفالها من مشاكل في القلب، فخلال هذا المقال علمنا إن عملية القسطرة للاطفال أصبحت أسهل بكثير مما كانت عليه من قبل، حيث تتعدى نسبة النجاح 90%.