القسطرة القلبية من اليد
القسطرة القلبية من اليد هي أحدث طرق القسطرة التي تسعى إليها كافة المستشفيات والمراكز الخاصة بجراحة القلب حول العالم، حيث أنها تعتبر الطريقة الأسهل والآمن للمريض، لذا يقدم مركز شفاء خلال هذا المقال معلومات وافية حول القسطرة القلبية عن طريق اليد، لتقديم معلومات طبية سليمة حول تلك العملية لكافة الأفراد المهتمين بجمع معلومات عنها.
ما معنى القسطرة القلبية من اليد ؟
القسطرة هي مجرد إجراء تشخيصي لتصوير شرايين القلب من خلال الصبغة وتصويرها بالأشعة السينية، وذلك للتعرف على المشكلات الموجودة بالقلب والتي تعيق تدفق الدم بشكل سليم إليه من خلال الشرايين، ويتم توسيع الشريان من خلال الأنبوب الدقيق المرن الذي يتم إدخاله من الشريان حتى يصل للقلب.
في بادئ الأمر كانت الطريقة التقليدية لإدخال القسطرة عن طريق الفخذ أو الذراع، ولأن شريان اليد كان به الكثير من المخاطر التي قد تصل لفقدان المريض يده، فأصبحت الطريقة المتبعة خلال العشرين عاماً الأخيرة عن طريق الفخذ، وكانت تلك الطريقة سهلة على الطبيب حيث أن شريان الفخذ كبير ويسهل إدخال القسطرة فيه، إلا أنه كانت صعبة على المريض، حيث أن بها عدة مخاطر كالنزيف وغيرها، وأيضا تحتاج من المريض تحضيرات كثيرة وصعبة قبل وبعد العملية.
ولكن الطريقة الأحدث اليوم هي القسطرة القلبية من اليد ، حيث ظهرت تلك العملية عام 2001، ثم بدأت في الانتشار عام 2003 في أوروبا وألمانيا وسويسرا، ثم بعدها بدأ ينتشر عام 2007 بالمنطقة العربية، مع العلم أن تلك العملية تكون سهلة بالنسبة للمريض، ولكن للطبيب يكون إجراء العملية أصعب من القسطرة عن طريق الفخذ.
ما هي مميزات القسطرة القلبية من اليد ؟
عملية قسطرة القلب عن طريق اليد، تعتبر الطريقة الأسهل على المريض، لتميزها بعدة مزايا تُمنح للمريض، وتقيه من العديد من المخاطر، تلك المزايا تتمثل في..
- عملية القسطرة القلبية من اليد من بين مزاياها، أنها لا تلزم المريض بأن يكون مستلقيًا على ظهره طوال مدة العملية.
- يمكن للمريض أن يمشي بطريقة طبيعية مباشرة بعد إجراء عملية القسطرة عن طريق اليد.
- كما أن المريض يمكنه أن يصعد الدرج بشكل طبيعي عكس ما يحذر منه الأطباء عند إجراء العملية عن طريق الفخذ وهو عدم صعود الدرج لمدة أسبوعين، حيث أن صعود الدرج يكون بشكل طبيعي وعادي عندما يجري المريض القسطرة القلبية من اليد.
- كما يمكن للمريض ممارسة حياته بشكل طبيعي في اليوم التالي للعملية، حيث أنه لا يفرض عليه روتين معين مثل الذين أجروا العملية عن طريق الفخذ، حيث أن المريض الذي يجريها عن طريق اليد عليه الاستراحة لمدة ساعتين فقط في المستشفى بعدها يمكنه الرحيل.
- كما أن المريض عند إجراء العملية عن طريق اليد فإنه يتجنب المشكلات التي كانت ستصيبه حال إجراء القسطرة عن طريق الفخذ كـ ” نزيف، تورم دموي، تسرب الدم حول البطن، تفسخ الشريان، حدوث الوصلات بين الشرايين والأوردة”، مع العلم أن تلك الأمراض قد تسبب الوفاة في بعض الأحيان.
ليس هذا فقط
- هناك مجموعة من الأبحاث العلمية أكدت أن إجراء القسطرة من خلال اليد يتسبب في تقليل نسبة الوفيات، وذلك يرجع لأن القسطرة التي تكون من خلال الفخذ تسبب نزيف للمريض، ولكن بالرغم من أن القسطرة عن طريق اليد آمنة أكثر إلا أن هناك عدد من الحالات لا يمكن علاجهم إلا بالقسطرة عن طريق الفخذ، والطبيب وحده هو الذي يمكنه تحديد ذلك.
- ومن بين المزايا أيضاً أنه عند قيام المريض بإجراء عملية القسطرة من اليد، فإن الطبيب يسمح له بتناول أي دواء يأخذه يكون مسيل للدم حيث أن تلك الطريقة ليست لها مخاطر في حدوث نزيف للمريض، عكس ما يحدث للمريض الذي يجري عملية القسطرة عن طريق الفخذ، حيث أن الطبيب يمنعه من تناول الأدوية التي تكون مسيلة للدم لأن القسطرة قد تصيبه بالنزيف.
- كما أن القسطرة عن طريق اليد تقلل من حدوث جلطات الدماغ التي قد تحدث للقسطرة بالطريقة التقليدية.
- ومن بين مميزات القسطرة القلبية من اليد أيضاً هو ابتعادها عن منطقة الجهاز التناسلي التي تكون قريبة من الشريان الفخذي بشكل كبير، ولأنها منطقة حساسة تسبب ألم كبير عند إجراء العملية بالقرب منها، وعند الابتعاد عنها تكون العملية أكثر راحة.
شروط إجراء القسطرة القلبية من اليد
95% من المرضى يمكنهم إجراء القسطرة القلبية من خلال اليد، ولكن هناك عدة شروط يجب أن تتوافر بالمريض لكي يتمكن من إجراء القسطرة القلبية من اليد، وبواسطة أطباء القلب بمركز شفاء نرصد لكم الشروط التي تمكن المريض من إجراء عملية القسطرة القلبية من اليد وليس الفخذ، وأهمها هي…
أولاً: حجم الشريان
كي يتمكن المريض من إجراء القسطرة عن طريق اليد، يجب أن يكون حجم الشريان الموجود باليد يسمح بدخولها.
ثانياً: عدم إصابة المريض بالعيوب الخلقية
والشرط الثاني الذي يجب توافره في المريض حتى يسمح له بإجراء عملية القسطرة من اليد، هو أن يكون غير مريض بالعيوب الخلقية، حيث أن تلك العيوب تمنع القسطرة من مرورها من اليد.
أسباب إجراء عملية القسطرة القلبية
عدة أسباب وراء قيام المرضى بإجراء عملية القسطرة القلبية، وفي إطار الخدمات الطبية التي يوفرها مركز شفاء لقرائه، نتعرف معاً على أسباب إجراء عملية القسطرة وهي كالتالي…
- تحسين أداء القلب بشكل أفضل وذلك بعد علاج المشكلات التي تؤثر على أدائه.
- التخفيف من أعراض انسداد الأوعية الدمويّة، التي تتمثّل في “آلام في الصدر وضيق في التنفس”.
- يجري المريض عملية القسطرة للخوف من الإصابة بأزمة قلبيّة، حيث أن القسطرة تعمل على فتح الشرايين المسدودة بشكل سريع.
- معالجة العيوب الخلقية مثل عيوب الصمامات، أو الحاجز البطينيّ أو الأذيني.
- كما أن المرضى يخضعون لعملية القسطرة حتى يتمكنوا من قياس ضغط الدم بشكل دقيق في أجزاء القلب المختلفة والرئتين.
كيفية إجراء القسطرة القلبية من اليد ؟
هناك عدة إجراءات يقوم بها أطباء استشاري القلب في أثناء إجراء عملية القسطرة من اليد، وتلك الإجراءات هي كالتالي…
- في البداية يُدخل الطبيب المختصّ المريض إلى المستشفى قبل موعد العمليّة بيوم واحد؛ لإجراء بعض التحاليل اللازمة والأشعة.
- في اليوم التالي وهو يوم العملية، يخدّر المريض تخديراً موضعيّاً لمنطقة اليد ، ثم يطهّر الطبيب المنطقة بالمطهر.
- بعدها يكسو الطبيب جسم المريض كلّه بمادة معقمّة، وبتخدير اليد بمخدر موضعيّ فقط يبقى المريض مستيقظاً خلال سير العمليّة، كما يعطي الطبيب للمريض أدوية تساعده على الاسترخاء، ثمّ يتم وضع أقطاب كهربائيّة سالبة على صدره، وذلك بهدف مراقبة نبضات القلب في أثناء العملية.
- وفي الخطوة التالية يعمل الطبيب شقّاً صغيراً في منطقة اليد ثمّ يتم إدخال أنبوب صغير ورفيع (قسطرة) من خلال شريان من اليد.
- بعدها يمرّر الطبيب الأنبوب إلى داخل الأوعية الدمويّة الرئيسيّة حتى يصل إلى الشرايين التاجيّة في القلب، وفي أثناء ذلك تصوّر كاميرات خاصّة الأوعية الدموية.
- بعدها بحقن الطبيب مادة خاصّة داخل الشرايين التاجيّة للقلب أو في البطين الأيسر، كما ويتمّ قياس ضغط الدم للقلب، وغالباً في عمليّات القسطرة القلبية ما يلجأ الطبيب إلى وضع شبكيّات أو دعامات في الشرايين الضيّقة بعد فتحها، وذلك للمساعدة في إبقاء الشرايين مفتوحة، وتلك الشبكيات في العادة تكون مطليّة بدواء يساعد على إبقاء الشرايين مفتوحة.
- وفي نهاية العمليّة ينفخ الطبيب بالوناً صغيراً، لفتح الشرايين المغلقة.