يعد الورم الليفي في الرحم من الأورام النسائية الشائعة، وهو ينمو من العضلات الموجودة في جدار الرحم ، حيث يعتبر هذا الورم غالبًا غير سرطاني، ولكنه قد يسبب بعض الأعراض المزعجة والتي يجب مراقبتها بعناية.
تتفاوت اعراض الورم الليفي في الرحم من حالة إلى أخرى وقد تكون خفيفة أو شديدة وتتأثر بعدة عوامل، مثل حجم الورم وموقعه في الرحم ، و فيما يلي نستعرض بعض الأعراض الشائعة للورم الليفي في الرحم مثل ( النزيف الغزير و آلام الحوض و التبويض المؤلم وغيرها )
من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج محدد للورم الليفي في الرحم، ولكن يمكن اتباع بعض الإجراءات للتخفيف من الأعراض وإدارتها ، كما ينصح بمراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق وتحديد الخطة العلاجية المناسبة بناءً على الحالة الفردية للمريضة.
ما هي الأورام الليفية في الرحم :
تعرف الأورام الليفية الرحمية بأنها أورام ليست سرطانية داخل الرحم وهي في اغلب الاوقات تظهر في سنوات الإنجاب ، لا تندمج الأورام الليفية الرحمية الذي يطلق عليها أيضًا اسم الورم العضلي الأملس أو الأورام العضلية، برفع مخاطر الإصابة بورم الرحم وفي بعض الأحيان لا تتحول إلى سرطان نهائيا .
تكون أحجام الأورام الليفية مثل حجم البذرة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، ومن الممكن أن يكون لديك ورم ليفي واحد أو أكثر من أورام ليفيه ، وفي الحالات الصعبة يمكن للأورام الليفية الكثيرة أن تقوم بتوسيع الرحم حتى يصل إلى القفص الصدري ويقوم بزيادة الوزن.
قد تُصاب الكثير من النساء بالأورام الليفية في الرحم خلال حياتهم في وقت ما ، ومن الممكن عدم إدراكك لإصابتك بالأورام الليفية في الرحم لانها لا يوضح لها اي اعراض ، حيث يمكن أن يحدث صدفة بأن يكتشف الطبيب اعراض الورم الليفي في الرحم خلال فحص الحوض أو عند إجراءات التصوير الفوق صوتي اثناء الحمل .
أسباب الأورام الليفية في الرحم:
تتمكن الاورام الليفية من النمو في نسيج العضل الأملس الذي يتواجد في الرحم لانقسام إحدى خلايا النسيج العضلي بشكل خارج عن سيطرة حيث تؤدي إلى تكوّن كتلة صلبة تختلف عن ماحولها وحتى الي الان لم يتم التعرف عن العوامل التي تساعد في حدوث الأورام العضلية دخل الرحم، ولكن على ما يبدو ارتباطها بشكل واضح فيما يأتي:
1. الطفرات الوراثية
هناك العديد من حالات اعراض الورم الليفي في الرحم الذي تم تشخيصه بطفرات جينية خاصة في المناطق المتخصصة في تحويل الخلايا إلى خلايا أخرى عضلية رحمية.
2. الهرمونات
الإستروجين والبروﺟﺴﺘﯿﺮون هي الهرمونات المسؤولة عن تجهيز الرحم للحمل وعن نمو بطانته، وقد تم إيجاد علاقة بين ظهور الأورام العضلية الرحمية وبين هذه الهرمونات حيث كانت نسبة هرمون الاستروجين ومستقبلات الإستروجين مرتفعة جدًا لدى النساء المصابات مقارنةً بالنساء اللاتي كان لديهن نسيج رحمي سليم.
3. الأصل العرقي
كما تبين أن النساء شديدات السمرة معرضات أيضًا للإصابة بالمرض أكثر من غيرهن، وقد تبين أن الأورام العضلية لدى هؤلاء النسوة كانت أكبر حجمًا وظهرت في عمر مبكر نسبيًا مقارنةً بغيرهن من النساء.
4. السمنة الزائدة
أما العلاقة بين السمنة الزائدة والورم العضلي فإنها غير مؤكدة، رغم أن العديد من الأبحاث أظهرت أن السمنة الزائدة تزيد من احتمال الإصابة بالورم العضلي في الرحم.
اعراض الورم الليفي في الرحم :
بشكل عام لا تشكو النساء من أعراض الورم الليفي في الرحم، أما في الحالات التي يسبب فيها هذا الورم شكاوى معينة فإن الأعراض التي قد تعاني منها المصابات تكون على النحو الآتي:
- نزيف حاد خلال فترة الطمث يستمر لمدة أسبوع.
- ضغط وأوجاع في منطقة الحوض.
- ارتفاع وتيرة التبول.
- صعوبات في تفريغ المثانة البولية بشكل كامل.
- إمساك.
- آلام في الظهر أو الأرجل.
نادرًا ما تشعر المصابة بالورم العضلي بآلام حادة، لكن إذا حصلت أوجاع كهذه فذلك يعني أن الورم قد تضخم إلى حد لم يعد الدم الواصل إليه كافيًا فتحصل هنا حالة من الغرغرينا التي هي حالة من الموت الموضعي للخلايا.
تقوم هذه الخلايا الميتة بإفراز مواد في المنطقة المحيطة بها، حيث تؤدي هذه المواد التي تم إفرازها إلى ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالألم.
طرق علاج اعراض الورم الليفي في الرحم :
العلاج الدوائي :
برغم من ان هناك العديد من طرق التي يمكن أن يعالج بها الورم الليفي، ولكن يتجه الأطباء في البداية إلى العلاج عن طريق الأدوية مثل وصف المسكنات للتقليل من الألم، أو بوصف حبوب منع الحمل أو حبوب لتهيئة الهرمونات ايضا ، ومن أكثر الأدوية انتشارا لعلاج تلك الحالة (Leuprolide) حيث يستجيب أكثر الحالات لهذا العلاج.
اللولب الرحمي :
قد يمكن استعمال اللولب الرحمي، انه يعمل على انتشار البروجستيرون، ويعد البروجستيرون مهمًا في السيطرة علي النزيف الذي يصاب المرأة ولا تأثير لدي حتى التخلص من الأورام الليفية واستئصالها .
العلاج الجراحي
في الحالات الشاذة وشديدة التعقيد بالإمكان إجراء عملية لاستئصال الرحم كاملًا، لكن في المراحل الأولى من المرض يمكن إجراء عملية استئصال الورم العضلي بعدة وسائل، تشمل:
- تنظير الرحم: تتم العملية بواسطة إدخال جهاز عن طريق عنق الرحم، وهي وسيلة مناسبة لاستئصال الأورام الموجودة داخل تجويف الرحم.
- جراحة تنظير البطن: تتم العملية الجراحية بواسطة عدة فتحات صغيرة يتم إحداثها في جدار البطن، وهي مناسبة لاستئصال الأورام الموجودة خارج الرحم.
- الجراحة البطنية: تتم من خلال فتح البطن واستخراج الأورام العضلية، حيث تعد هذه الجراحة مناسبة لاستئصال الأورام الكبيرة والكثيرة.
المؤشر الأساسي لإزالة الرحم انه متخصص لأولئك النساء التي اكتملت رغبتهم في الإنجاب و رغبتهم في حل مشكلاتهم بشكل نهائي لعدم عودة ظهور الأورام.
- تعرف ايضا على : الورم الليفي في الثدي
الوقاية من الورم الليفي في الرحم
لم يتم حتى اليوم تحديد الوسائل المؤكدة الفعالة بالوقاية من الأورام العضلية في الرحم، فعلى الرغم من وجود عدة نصائح وحِميات غذائية وعلاجات بديلة قد تكون عوامل مساعدة إلا أنه لم يتم إثبات فاعليتها حتى الآن.
كذلك بينت عدة أبحاث أن تناول أقراص منع الحمل، والحمل ذاته، والولادة تعد من العوامل الوقائية التي تحمي من الإصابة بالمرض بل وتحدّ من مخاطر الإصابة بالورم العضلي الرحمي
في النهاية
يُلاحظ أن اعراض الورم الليفي في الرحم تؤثر على جودة حياة المرأة المصابة ، كما يجب على النساء الذين يعانون من أعراض مشابهة التوجه للطبيب للحصول على التشخيص السليم والعلاج المناسب.
تذكر أن الورم الليفي في الرحم غالبًا ليس سرطانيًا، ويمكن إدارته بواسطة العلاج المحافظ أو الإجراءات الجراحية في حالات أكبر أو وجود أعراض شديدة ، حيث يعمل الفريق الطبي على تقديم الرعاية اللازمة وتقديم المشورة المناسبة لكل حالة فردية.
لذا، يُنصح بالتحدث إلى طبيبك ومناقشة الأعراض والخيارات العلاجية المتاحة لك ، قد تتضمن العلاجات الشائعة مراقبة الورم بانتظام، وتغييرات في نمط الحياة والتغذية، والعلاج الدوائي، والإجراءات الجراحية في بعض الحالات.
لا تتردد في طرح الأسئلة والمخاوف التي قد تكون لديك، وتذكر دور الطبيب في مساعدتك على فهم حالتك وتوجيهك نحو العلاج الأنسب.
