أورام الغدة الدرقية و علاجها
تؤكد كل الدراسات في وقتنا الحالي على أن هناك نسب متزايدة بشكل غير مألوف بأورام الغدة الدرقية مع مرور الوقت ، ويرجع ذلك بسبب التقنيات المتطورة والحديثة لأنها تعمل على كشف أنواع متباينة ومختلفة تماما من الأورام السرطانية في منطقة الغدة الدرقية وفي العادة ما تكون أورام الغدة الدرقية المكشوفة بواسطة الباحثين بهذه الطريقة أورام صغيرة تمتثل للعلاجات بشكل جيد ، وتعتبر الغدة الدرقية إحدى الغدد التي يكون شكلها كالفراشة ، ويكون موقعها في قاعدة الرقبة تحت تفاحة آدم مباشرة حيث تعمل على إنتاج هرمونات بغرض تنظيم معدل ضربات القلب وضغط الدم، ودرجة حرارة جسم الإنسان ، وأيضا الوزن ، وبالفعل توصل الباحثين للكشف عن أورام الغدة الدرقية و علاجها .
أعراض أورام الغدة الدرقية :
تعتبر أورام الغدة الدرقية من أكثر أنواع الأورام ندرة وهو منتشر في سن الثلاثين وبعد عمر الستين عام وتصاب به السيدات أكثر من الرجال بنسبة 2-3 أضعاف .
- بروز كتلة في واجهة الرقبة.
- تقلب في الصوت كالخشونة والبحة ومواجهة صعوبة في الكلام.
- بداية شعور بالألم في الرقبة.
- مواجهة صعوبة في البلع والتنفس.
- انتفاخ وتورم في العقد الليمفاوية في موقع الرقبة.
أسباب أورام الغدة الدرقية :
تشرع أورام الغدة الدرقية عندما تحدث تحولات على الحمض النووي للخلايا التابعة للغدة الدرقية، حيث يتضمن هذا الحمض النووي للخلية على إرشادات توجه الخلية نحو عملها ووظيفتها ، ثم توجه هذه التحولات والتي يطلق عليها الأطباء “طفرة الخلايا ” لتنمو وتفترق بسرعة وتستمر وتدوم هذه الخلايا في نموها بينما تصرع وتموت الخلايا السليمة طبيعيا ، وتتكدس تلك الخلايا لتشكل كتلة تسمى الورم.
حيث يمكن أن ينمو الورم ليجتاح الأنسجة التي بجانبها ويمكن أن يتوسع منتقلا إلى الغدد اللمفية في منطقة الرقبة ، وفي كثير من الأحيان قد تتغلغل الخلايا المسرطنة إلى أكثر من الرقبة فيمكن أن تصل إلى الرئتين والعظام وأجزاء مختلفة من الجسم.
ولكن عمليا لا يعرف سبب حدوث هذه التغيرات للحمض النووي التي تسبب أورام الغدة الدرقية، إلا أنه يتطور عند حدوث تحولات جينية في الغدة الدرقية، ويحتمل أن تسبب تكاثر غير طبيعي ومألوف للخلايا مما يسبب نماء أورام الغدة الدرقية ، وقد ينتشر إلى مناطق أخرى في الجسم.
أنواع أورام الغدة الدرقية :
تشتمل أورام الغدة الدرقية و علاجها إلى أنواع متباينة قائم على نوع الخلايا التي توجد في الورم، حيث يمكن تحديد النوع الذي أصاب المريض عند فحص نموذج من الورم تحت المجهر. ويتضمن أنواع أورام الغدة الدرقية ما يأتي :
أورام الغدة الدرقية المتمايزة :
- تشمل هذه الفئة الشاسعة من أنواع أورام الغدة الدرقية حيث تبدأ في الخلايا التي تعمل على إنتاج الهرمونات الدرقية وتخزينها ، ويطلق علي هذه الخلايا مسمى “الخلايا الجريبية” و تشبه هذه الخلايا خلايا سليمة عند تعرضها للميكروسكوب .
أورام الغدة الدرقية الحليمية :
- من الأنواع الأكثر انتشارا من أورام الغدة الدرقية ، ويمكن أن يحدث في أي طائفة عمرية لكنه على الأغلب ما يصيب الأشخاص الذين يتراوح سنهم بين 30 و50 عاما ، وأغلب أورام الغدة الدرقية الحليمية هي أورام صغيرة ونسبة استجابتها للعلاج جيدة حتى لو توسعت الخلايا السرطانية إلى الغدد اللمفية في الرقبة، وهناك نسبة قليلة من أورام الغدة الدرقية الحليمية شديدة الخطورة وقد تنمو لتتضمن الهياكل الموجودة في الرقبة أو تتوسع إلى مناطق الجسم الأخرى.
أورام الغدة الدرقية الجريبية :
- يصيب في العادة هذا النوع النادر من أورام الغدة الدرقية الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما ،ولا تنتشر في الغالب خلايا أورام الغدة الدرقية الجريبية إلى الغدد اللمفية بالرقبة ولكن قد تتغلغل بعض الأورام بالغة الخطورة إلى باقي أجزاء الجسم ، وتنتشر أورام الغدة الدرقية الجريبية غالبا ليصل إلى الرئتين والعظام.
أورام خلايا هرتله في الغدة الدرقية :
- كان ينتمي هذا النوع من أورام الغدة الدرقية ضمن سرطان الغدة الدرقية الجريبي. لكنه أصبح الآن نوعًا خاصًا، الدرقية وذلك لأن الخلايا المسرطنة تتصرف بشكل مختلف وتستجيب لاختلاف العلاجات ، أورام خلايا هرتله في الغدة الدرقية تكون شديدة الخطورة حيث يمكن أن تنمو لتنتشر إلى باقي أجزاء الجسم الأخرى.
سرطان الغدة الدرقية ضعيف التمايز :
- نوع نادر من أورام الغدة الدرقية هو حاد الخطورة بدرجة أكبر من أورام الغدة الدرقية المتمايزة الأخرى ولا يستجيب في الغالب للعلاجات الإعتيادية .
سرطان الغدة الدرقية الكشمية :
- حيث ينمو هذا النوع بسرعة ويمكن أن يكون من المعقد علاجه وعلى الرغم من ذلك إلا إنه يمكن أن يساعد العلاج على الحد من تدهور المرض ، ويصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما ،ويمكن أن يتسبب في ظهور علامات وأعراض بالغة مثل تضخم الرقبة الذي يتدهور و ينتشر بسرعة قصوى وقد يؤدي إلى صعوبة في التنفس والبلع.
- سرطان الغدة الدرقية النخاعية : يبدأ هذا النوع في خلايا الغدة الدرقية والتي يطلق عليها خلايا C وهي المكلفة بإفراز هرمون معين ، وقد تشير مستويات هذا الهرمون المرتفع في الدم إلى وجود أورام الغدة الدرقية النخاعية في مراحله الأولى وتحدث بعض سرطانات الغدة الدرقية النخاعية بسبب جين محدد ينتقل من الآباء إلى الأبناء أي وراثي ويمكن أن تسبب التحولات التي تطرأ على هذا الجين بالإصابة أورام الغدة الدرقية النخاعية العائلي ويؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بورم الغدة الدرقية.
أنواع أخرى يندر حدوثها :
- ويشتمل ذلك “لمفومة الغدة الدرقية” التي تشرع من خلايا الجهاز المناعي التي توجد في الغدة الدرقية و “ساركومة الغدة الدرقية ” التي تظهر في خلايا النسيج الضام داخل الغدة الدرقية.
أورام الغدة الدرقية و علاجها :
تستند خيارات أورام الغدة الدرقية و علاجها على نوع الورم الموجود في الغدة الدرقية والمرحلة التي يمكن أن يكون وصل إليها وصحة المريض المصاب العامة .
أورام الغدة الدرقية و علاجها المناسب يتم تبعا لنوع المرض وحالة المريض الصحية ، حيث يمكن أن يكون العلاج كما يلي :
- إزالة كاملة للغدة الدرقية أو الجزء الجوهري منها.
- استئصال العقد اللمفاوية الموجودة في الرقبة.
- العلاج بالهرمونات للغدة الدرقية ويطلق عليه العلاج الهرموني .
- العلاج الإشعاعي من خلال اليود.
- العلاج الكيماوي
قد لا تتطلب أورام الغدة الدرقية الحليمية الدقيقة علاج فوري وفقا لانخفاض احتمال نموها وتوسعها ومن بعدها يمكن التفكير في الالتجاء إلى المراقبة المتفاعلة مع الورم مع المتابعة الدورية له كخيار بديل للجراحة والعلاج الآخر وقد ينصح الطبيب بإجراء تحاليل الدم وفحص شامل للرقبة بالتصوير بالموجات فوق الصوتية لمدة مرة أو أكثر في العام.
وفي قليل من الحالات لا ينمو الورم ولا يحتاج إلى أي علاج مطلقا بينما قد يكتشف توسع الورم في النهاية ومن ثم يمكن بداية العلاج.
قد يدوم تقبل الإصابة بأورام الغدة الدرقية وتعلم كيفية التأقلم معها قليل من الوقت ولكن في النهاية يجد كل شخص الطريقة الأمثل و المناسبة للتعايش مع هذا المرض يمكن التواصل مع متعافين من أورام الغدة الدرقية على الإنترنت من خلال رابطة المتعافين من سرطان الغدة الدرقية.
